عندما كنا صغارا ، كنا ننام في فناء المنازل المكشوفة ، و كنا قبل أن ننام ننظر إلى السماء، و نراقب النجوم ، و كنا بين الفينة و الأخرى نرى جسما صغير يمر مسرعا يخترق زحام النجوم ، أما يمينا أو شمالا، فنسأل ما هذا ؟
فيجاب علينا إنها أقمار صناعية..
فنسأل:و ماذا تعني أقمار صناعية ؟!
فيجاب علينا تعني من صنع البشر !
فنسأل من جديد مستغربين! و هل يستطيع البشر صنع النجوم و الأقمار؟
إنها برائة الأطفال ، في طرح الأسئلة الغريبة تارة و الساذجة تارة أخرى ، فهم بحاجة لمعرفة كل شيء يدور حولهم...
وبعد أن تقدم بنا السن ، عرفنا ما يدور في السماء من نزاع ، و ما يجري فيها من سباق ، و شاهدنا ما يدور فيها من صراع بين القوى الكبرى ، من سباق في إرسال البعثات العلمية ، و أستكشاف الفضاء و ما فيه من مجرات ، و إرسال العديد من الأقمار للأغراض المختلفة ، من علمية و عسكرية و إتصالات و تحديد للمواقع على الأرض و غيرها...
و الآن و مع مرور الأيام ، إزدادت تلك الأجسام التي كنا نراها نادرا تدور في السماء ، و أصبح عددها ينمو يوما بعد يوم ، فشركات الاتصالات قد ضاقت بها الأرض ، لترقى إلى السماء، و ها هي شركات الأنترنت دخلت في الزحام، و بدأت في السباق ، في حجز المدارات المنخفضة، و النطاقات القريبة من الأرض، حتى تستطيع توفير الإنترنت لأكبر عدد ممكن من البشر، في الأماكن المأهولة ، و النائية.
فهذه شركة سبيس إكس الأمريكية قد بدأت في إرسال مئات الأقمار ، و بدأت فعلا بالبث التجريبي لخدماتها في أمريكا و كندا، و تنوي هذه الشركة خلال سبعة أعوام إلى إرسال سبعة و عشرين ألف قمر إلى الفضاء ، و ليست هي الوحيدة في هذا المجال ، فهناك شركة ون ويب و أير باص و غيرها من شركات الأنترنت التي ترسل و تنوي إرسال المزيد من الأقمار إلى السماء، حتى أخشى أن يأتي علينا يوم و نرى الأجسام الدوارة في السماء أكثر عددا من النجوم الراسخة منذ الأزل.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق